«حقًا.. كرة القدم تُلعب بالعقل أولًا»، قرر العبقري الفرنسي زين الدين زيدان يومًا تلو الآخر، منح الفرعون المصري كل ما يُبشره بفترة خرافية سيخوضها مو في حال انضمام للعريق الإسباني، فبعدما طلبه من رئيس ريال مدريد بشكل مباشر، أتخذ زيزو قرار إقناع الفرعون عبر 90 دقيقة من حديث العقل والعين.
تحليل ع الهادي| كيف مزق زيدان جسد ليفربول ومنح صلاح الأمل؟
تفوق زين الدين زيدان المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني طولًا وعرضًا على ليفربول وكلوب، خطته قد تكون بدائية وبدون أي إضافات معقدة فقد بدأ بخطة 4-3-3 بشكل خططي بسيط، ولكنه فرض العقَد على الألماني وجنوده في الملعب.
1-في البداية كان التقني الألماني يرغب في قطع جميع وسائل اتصال دفاع ريال مدريد بباقي اللاعبين، عبر فرض الرقابة القوية على كاسميرو بنابي كيتا، إلا أن زيدان فطن للأمر سريعًا وأعاد كروس للخلف ليقوم بتحريك الفريق والخروج بالكرة وهو ما أعطاه حريته بعيدًا عن الرقابة وجعله كاشفًا للملعب بالكامل، بل وبأفضل جودة ممكن من التمريرات الطويلة، ففاز زيزو بالمعركة الأولى بينه وبين يورجن.
2-زيدان درس ليفربول بشكل دقيق، وقرر تنفيذ خطة بسيطة للغاية لضرب الدفاع الأحمر بالكامل وبأقل عدد ممكن من التمريرات، فلا يخفى على أحد حجم الإندفاع الهجومي لظهيري الفريق «أرنولد وروبيرتسون»، خاصًة أثناء الهجمات المرتدة للخصم، ليُقرر زيزو تلقين كلوب درسًا قاسية عبر منح الثنائي «فينيسيوس، وأسينسيو» تعليمات واضحة بالتحرك خلف ثنائي ليفربول وكذلك الدخول لمنطقة الجزاء بأكبر عدد ممكن من الكرات.
-تعامل زيدان مع جناحي ريال مدريد واللذان لا يمتلكان نص موهبة وسرعة محمد صلاح الهجومية، تُثبت مدى عبقرية وتقدير زيزو لدور الجناح الهجومي في حسم المباريات الكُبرى، وذلك على عكس كلوب الذي قرر وضع الفرعون وساديو بجوار الخط مع منح جوتا ومن خلف كيتا حرية الحركة هجوميًا وهو ما أثبت فشله، فقد ظهر الأول ضعيفًا، وخرج الأخير بعد 35 دقيقة وكأنه لم يشارك من الأساس.
3-منذ اليوم الأول لزيدان رفقة ريال مدريد، وهو يستخدم مواطنه كريم بنزيما كمحرك رئيسي للفريق، فبالتمعن في اللقاء طويلًا، نرى بأن أبطال اللقاء الحقيقيين من ريال مدريد هما الثنائي “بنزيما، كروس”، فالأول صنع عشوائية مفرطة في خط دفاع ليفربول بالكامل بفضل تحركاته الذكية للغاية -سواء بالنزول لوسط الملعب وسحب أحد قلبي الدفاع، أو التحرك العرض لتشتيت الظهيرين-، بينما كان للألماني مفعول السحر في رؤية الملعب والتمرير الذي يضع زميله أمام المرمى في أقل زمن وتمرير ممكن.
-بينما على الجانب الآخر، قرر كلوب التضحية بأفضل خط وسط وأفضل مُرر في العالم بالموسم الماضي، وهو أمر منذ شهور قليلة-، ونقصد هنا تياجو ألكانتارا ووضعه على مقاعد البدلاء لمدة 35 قبل أن يدفع به، بالأضافة إلى تفضيل جوتا على فيرمينو الأكثر تحركًا في مناطق الخصم الدفاعية، وهو ما جعل من صلاح وساديو لاعبين أشبه بالأظهرة التي ليس منها فائدة تُذكر، وذلك بعيدًا عن مستوى ماني الغير طبيعي فقد افتقد لجميع أساسيات لاعبي الفئة الأولى حول العالم.
4-فغياب فيرمينيو عن التشكيل الأساسي أيضًا أضعف عملية الخروج بالكرة من الخلف بفضل تحركاته المستمرة في ظهر وسط الخصم، وهو ما افتقده ليفربول، بل وساعد ريال مدريد على عزل الثلاثي الهجومي بفضل المجهود البدني الخرافي من كاسيميرو تحديدًا، فرأينا مساحة شاسعة بين وسط ليفربول وخط الهجوم.
5-كلوب لم يذهب بعقله إلى مدريد، فيؤخذ عليه عدم تغيير خطة اللعب، والبدء بـ4-2-3-1، عبر وضع صلاح مهاجمًا من خلفه الثلاثي «جوتا، فيرمينو، ماني»،والدفع بثنائي وسط دفاعي بقيادة تياجو وفابينيو، مع تطبيق الضغط العالي على خط دفاع ريال مدريد الغير أساسي والأقل فنيًا وبدنيًا من مهاجمي الريدز بمراحل كبيرة
بالتأكيد ما فعله زيدان شيء عبقري في قراءة اللقاء قبل بداية وكذلك أثناء سير الأحداث، إلا أنه يُبشر “مو مو” بحقبة تاريخية قد يخوضها رفقة الملكي في حال انضامه بالموسم المقبل للميرينجي، وذلك بعدما أشارت صحيفة «دون بالون» الإسبانية إلى أن زيدان قد استقر على وضع صلاح الحل الأول لإدارة ريال مدريد لضمه في الصيف المقبل في حال فشل التعاقد مع مبابي.
ففي حال انضام صلاح للملكي وفي تواجد زيدان، وعبقرية كروس وبنزيما ومودريتش واحتمالية عودة هازارد بقوة لمستواه، سيكون الفرعون على موعد من صناعة تاريخ غير مسبوق في سماء القارة العجوز.
تقرير| زيدان يتفوق رغم محاولة صلاح لانقاذ ليفربول من مقامرة كلوب وتفضيل جوتا
سقط نادي ليفربول الإنجليزي بشكل مخزي للغاية على ملعب ألفريدو دي ستيفانو بالعاصمة الإسبانية مدريد أمام الفريق الملكي، بنتيجة 3-1 في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
زيدان يتفنن في إذلال كلوب رغم محاولات صلاح
هزيمة مستحقة للريدز وتفوق منطقي للمرينجي، وسط واقعية شديدة للأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، وتوهان وعدم توفيق سواء في بدء اللقاء أو إدارته من قِبل التقني الألماني يورجن كلوب.

زيدان رغم غياب خط دفاع الأساسي بالكامل، بجانب استمرار ابتعاد الموهوب البلجيكي إيدين هازارد، إلا أنه تمكن من إيجاد التوليفة المُثلى لدخول هذه المباراة.
بينما كلوب ظلم فريقه باختيارات غير منطقية كان على رأسها الدفع بالغيني نابي كيتا، وإبقاء الثنائي “المخضرم” البرازيلي روبرتو فرمينو والإسباني تياجو ألكانتارا.
البدء بالغيني الغائب تماما عن مستواه طوال الفترات الماضية، وإقحامه بشكل مفاجئ في مثل هذه المباريات، لمجرد تألقه في التدريبات على حد قول كلوب نفسه، يبدو أمرًا بمثابة “ألمقامرة الفنية”، لأنه أقحم لاعبًا غير مضمون أو متوقع ما سيفعله باللقاء، على عكس ما كان سيحدث إذا دفع بأحد الثنائي فرمينو وألكانتارا.
وبالفعل كلوب تدارك خطأه الكبير قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق كاملة، وأخرج كيتا وأدخل تياجو في محاولة للحاق بالمباراة.

ومع بداية الشوط الثاني تحسن الريدز نسبيا وتمكن نجمنا المصري محمد صلاح من تسجيل هدفا لإعادة فريقه لأجواء المباراة، ولكن استمر الشكل “الروتيني” لهجوم ليفربول وفقا لخيارات كلوب في إفساد كل شئ.
بمعنى أن كلوب كان عليه أن يقوم بعمل مداورة مستمرة في المقدمة بين الثلاثي صلاح وماني وجوتا، من أجل خلق مساحات وإرباك صفوف مدريد الدفاعية، وذلك لم يحدث ولو مرة واحدة طوال الوقت.
حيث ظل البرتغالي ديوجو جوتا كمهاجم صريح في المنتصف، وصلاح على اليمين وماني على الجهة المقابلة، مما سهل من مهمة دفاع المرينجي في مراقبة الثلاثي وسط فشل واضح لثلاثي المنتصف “كيتا (تياجو) – فينالدوم – فابينيو” في دعم الشق الهجومي بأي شكل مُمكن.

على الجهة الأخرى كان زيدان يتفنن بالفعل في استغلال كل ثغرة متواجدة بفريق ليفربول، سيطر على الهجوم “الروتيني”، وعزل وسط الملعب التائه، واستغل المساحات الدفاعية الفارغة وقلة خبرة الثناي كاباك وفيليبس تحديدا.
كلوب وحده يتحمل المسئولية الأكبر من هزيمة ليفربول بهذا الشكل من ريال مدريد، وذلك رغم الروح القتالية العالية التي أظهرها نجمنا المصري محمد صلاح وتمكنه من تسجيل هدفا قد يلعب دورا هاما في موقعة الإياب.
تصريحات صلاح عن مستقبله وريال مدريد

ووجه صحفي الماركا سؤالًا لصلاح عن تطور قدراته التهديفية، وربطه بتراجع مستوى لاعب ريال مدريد “فينسوس جونيور”
فأجاب صلاح بمطالبة الجماهير بألا تقلق حيال لاعب ريال مدريد، مؤكدًا على أنه لم يكن هدافًا بالفطرة، وذكر أنه واجه مشكلات في التهديف حينما كان في بازال.
وأشار صلاح إلى أنه تطور بشكل مستمر خلال مشواره مرورًا بتشيلسي وفيروتنينا، ثم روما، فقد كان يتدرب هناك منفردًا تحت قيادة سباليتي من أجل تطوير قدراته التهديفية.
وأضاف أنه قام ببناء ملعب في حديقة منزله من أجل أن يتدرب بشكل مستمر على إنهاء الكرات في المرمى بشكل صحيح.
ووجه رسالته لفينيسيوس لاعب ريال مدريد بأن عليه العمل والاستمرار من أجل أن يتطور مستواه في نهاية المطاف.
ولم يرد صلاح على سؤال أي لاعب يريده أن ينتقل من مدريد إلى ليفربول، وأكتفى أن يقول ” فريقنا جيد بما فيه الكفاية”.
ما رأيك في زين الدين زيدان؟ هذا السؤال كان أيضًأ ينتظر صلاح في ذلك الحوار مع ماركا، وتلك كانت إجابته: ” إنه مدرب رائع. لقد فاز بثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا. إنه يقوم بعمل جيد للغاية مع الفريق. غادر وعاد لمساعدة الفريق في الفوز بالألقاب مرة أخرى. لقد كان قدوتي عندما كنت صغيراً. إنه يقوم بعمل رائع كمدرب”.
وحول مستقبله بنهاية هذا الموسم مع ليفربول، قال صلاح، ليس الأمر متوقف علي. سنرى ما سيحدث لكني أفضل عدم الحديث عن ذلك الآن.
وكان السؤال الأخير في الحوار كالتالي: لقد لعبت في إنجلترا وإيطاليا. هل أنت حريص على تجربة كرة القدم الإسبانية؟
وأجاب صلاح قائلًا، آمل أن أتمكن من اللعب لسنوات عديدة أخرى. ولم لا؟ لا أحد يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل ، لذلك … ربما يومًا ما ، نعم.
اقرأ أيضًا..
متابعة الحساب الرسمي لموقع “كورة11” على الفيسبوك: اضغط هنا
متابعة الحساب الرسمي لموقع “كورة11” على تويتر: اضغط هنا