قد يتعجب البعض من فكرة ربط الأهلي بانه المنافس الأقرب على الإطلاق لحصد لقب دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، بعد مباراة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى أمام الفريق “المتواضع” المريخ السوداني.
مباراة المريخ بالتأكيد أظهرت عدة مساوئ فنية لكتيبة موسيماني، ولكن قد تكون بمثابة فرصة لمشاهدة الأخطاء وتصحيحها قبل الدور المقبل.
ولكن هناك عوامل هامة للغاية في الأهلي بخلاف شخصيته التاريخية وهيبته الإفريقية ونجومه الكبار، يجعلونه منافسا فوق العادة لخطف الأميرة السمراء للمرة العاشرة في تاريخه.
أسلوب موسيماني وكسر الحاجز النفسي للجيل الحالي
بعد سنوات من الآلم والأمنيات الضائعة، وتلاشي الحلم بعد الأقتراب منه بشدة، حصد النادي الأهلي أخيرًا نجمته التاسعة في الموسم الماضي، بشكل دراماتيكي أمام غريمه التقليدي نادي الزمالك، في لقبا قد يكون الأغلى في تاريخ القارة السمراء ككل.
الأهلي بعد خسارة نهائي الدار البيضاء أمام الوداد من ثم نهائي رادس أمام الترجي، تملك من جيله الحالي احساسا باليأس وعدم الثقة في أي مواجهة إفريقية، لذلك كان الفوز على الزمالك في نهائي النسخة الماضية بمثابة إحياء لجيل كامل، بل وكسر لديهم حاجز الخوف من الفشل بهذه البطولة مرة أخرى بعد الوصول للنجمة التاسعة التي لطالما تغنى بها الجمهور الأحمر في كل مكان.
لذلك بعد أن أصبح الجيل الحالي أكثر خبرة وقدرة على التعامل مع الظروف في مباريات إفريقيا، ومع تدعيم الإدارة الحمراء للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي، يبقى النادي الأهلي مرشحا فوق العادة لنيل لقب دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم أيضًا، وللمرة العاشرة في تاريخه.
وبخلاف كسر حالة الخوف لدى جيل الأهلي الحالي في مباريات إفريقيا بعد حصد لقب النسخة الماضية وإرضاء الجماهير، يعد تواجد الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني من أبرز الأسباب التي تجعل من الأهلي منافسا بشراسة ولعله يكون الأقرب لحصد اللقب هذه المرة أيضًا.
ويرجع ذلك إلى تمكن موسيماني من التعامل مع الفرق الكبرى في القارة السمراء أمثال الترجي والوداد ومازيمبي وغيرهم، فهو لديه فلسفته الشهيرة بأن إسقاط مثل هذه الفرق يبدأ من سلبهم أبرز مميزاتهم ووضعهم في حالات غير معتادين عليها.
بمعنى أن موسيماني قد يتبع أساليبا مختلفة ولكنه حينما يواجه أي من هذه الفرق الكبرى التي تعد من المرشحين لحصد اللقب، يهدف دوما أمامهم إلى حرمانهم من الكرة ووضعهم في حالة ركض مستمر من أجل استعادتها مما يجعلهم يتركون مساحات كبيرة خلفهم وتظهر الثغرات التي يستطيع استغلالها هجومه بمنتهى السهولة.