أعلن النادي الأهلي بصورة رسمية رحيل قائده حسام عاشور بعد 16 عام داخل جدران القلعة الحمراء بطلب من المدير الفني السويسري رينيه فايلر بعد تجديد عقد اللاعب وتوجيه الشكر له.
وتبايت وجهات النظر بين جماهير القلعة الحمراء فالبعض يبارك القرار بعد تراجع مستوى عاشور بصورة ملحوظة في الموسمين الأخيرين على وجه التحديد، والبعض الآخر يحكم من منظور عاطفي معبرا عن حزنه من الطريقة التي رحل بها القائد.
عاشور ضحية ظهور أنياب “جوزيه” من جديد
لا يخفى على أحد التاريخ الطويل والمسيرة الحافلة التي قدمها حسام عاشور بقميص المارد الأحمر منذ ظهوره داخل أسوار التتش مع الفريق الأول مع بداية الولاية الثانية للأسطورة البرتغالية مانويل جوزيه ومساهمته بصورة مؤثرة في نجاح الجيل الذهبي للقلعة الحمراء.
عاشور قضى مسيرته كركيزة أساسية في فريق الأهلي لسنوات طويلة نظرا لدوره الهام داخل أرضية الملعب تكتيكيا على وجه التحديد، ولكن للعمر أحكامه وهو ما أثر على “مسمار” الأهلي في السنوات الأخيرة مع تراجع مستواه البدني بصورة كبيرة.
مع قدوم فايلر، ابتعد حسام عاشور عن المشاركة مع الفريق تدريجيا حتى اختفى من قائمة مباريات المارد الأحمر تماما فمع تراجع المستوى البدني أصبحت كرة القدم التي يقدمها قائد الأهلي غير مناسبة لأفكار فايلر المتطورة والتي يرغب في تقديمها مع الفريق.
فايلر أصبح يعتمد على ثنائي وسط ملعب حركي بصورة كبيرة قادر على نقل الهجمات إلى الأمام والاختراق إلى دفاعات الخصم، وهو ما لم ولن يتقنه عاشور إذ قضى مسيرته كقاطع كرات من الدرجة الأولى يكتفي بأداء هذه المهمة بامتياز وهو ما كان مطلبا ضروريا لنجاح الفريق وقتها.
على المستوى الفني فإن فايلر يطبق أفكاره دون النظر إلى أي معطيات أخرى مثل التاريخ الطويل وقائد الفريق وكل هذه الكلمات التي تردد دائما، وإنما يبحث عن صالح الفريق لتنفيذ أفكاره دون وضع اعتبارات أخرى.
تفاجئ الجميع ومن بينهم حسام عاشور نفسه بموقف الأهلي من تمديد عقد اللاعب بقرار من فايلر، إذ ظن الجميع بأن المدير الفني السويسري قد يوافق على استمرار اللاعب كتكريم له حتى في حال عدم الاعتماد عليه ولكن هذا لم يحدث.
“أنا رئيس فريق كرة القدم بالأهلي” كلمة رددها مانويل جوزيه مرارا وتكرارا أثناء توليه منصب المدير الفني للمارد الأحمر وقد تكون سر من أسرار نجاحه الباهر داخل الفريق بسبب شخصيته القوية وإعلاء مصلحة الفريق فوق كل المشاعر العاطفية الأخرى.
فايلر مستمر في إعادة إحياء شخصية مانويل جوزيه داخل التتش تدريجيا مع كل موقف يتخذ خلاله القرار، حتى وإن اختلف البعض مع بعض من وجهات نظره كمديرا فنيا لكن فرض كلمته لتصبح الأولى والأخير داخل الفريق هو بداية عودة الأهلي إلى طريق النجاح.
عقب رحيل مانويل جوزيه توالى على الأهلي مدربين أجانب من مختلف الجنسيات تقريبا، لم يستطع أحد منهم حكم قبضته على فريق الكرة وفرض شخصيته القوية على الكبير والصغير داخل التتش، لنرى النتائج دائما متذبذبة والنجاحات غير مكتملة، ولاعبون مستمرون داخل أرضية الملعب مهما تراجع مستواهم.
قد يكون سر نجاح فايلر مع الأهلي حتى الآن وأرقامه المميزة نتيجة قوة شخصيته وسيطرته على الفريق والتفكير في مصلحة الفريق أولا وأخيرا دون النظر إلى أي جوانب أخرى، بجانب نجاحه الفني والتكتيكي بكل تأكيد.
سواء اختلفنا أو اتفقنا على قرار فايلر برحيل حسام عاشور مع نهاية الموسم الحالي، إلا أنه قرار يبشر الجماهير الحمراء بأن النظام داخل قلعة الجزيرة عادت إلى مسارها الصحيح بمدير فني يختار جنوده دون أي تدخلات أو حسابات أخرى سوى الفائدة الفنية، وإدارة تلبي مطالب المدير الفني السويسري.
جوزيه بعث من جديد داخل أروقة التتش في صورة سويسرية، ليصبح أول ضحاياه حسام عاشور والذي ظهر منذ البداية بفضل جوزيه وقوة شخصيته في تكوين جنوده، لتصبح هي السلاح الذي أطاح بعاشور أيضا خارج جدران التتش.
اقرأ أيضًا..
“ضد القانون”.. صلاح يعانق الذهب عبر حكايته الأسطورية في 5 سنوات!
مملكة ليفربول بملك وحيد.. صلاح “الغول” يدق طبول الحرب على البريميرليج
“القاطرة السنغالية”.. الصحف النمساوية تتحسر على انضمام بادجي للأهلي!
“تصرفاته صبيانية”.. جماهير ناديه السابق تصف بادجي بالطفل الساذج!
سيد إفريقيا.. كيف تحول “ماني” صاحب الحذاء المهلهل إلي ملك ذهبي؟
“أمير القلوب”.. إفريقيا تُنصف صلاح وتنصبه على عرش الأكثر شعبية!
“لا تراجع ولا استسلام”| صلاح يكتسح الأباطرة.. وماني يواصل التحليق مع ميسي!