ليس من السهل نسيان ما حدث في “كوماسي” بالرغم من الفوز بأخر مواجهة بين المنتخب المصري والمنتخب الغاني بالمرحلة الثانية من التصفيات الإفريقية لمونديال كأس العالم 2018 بروسيا. ستظل نتيجة 6 – 1 مرسومة أمام الجميع مجرس إنذار لكل ما هو قادم، خاصة مع إنتظارنا لمواجهة مصيرية أمام نفس المنتخب الصعب بعد ساعات من الأن.
لذلك علينا أن نكرر دراسة التاريخ مرة أخرى ..
2013 أول أيام عيد الأضحى المبارك، قام المصريون بذبح الأضحية بعد صلاة العيد مُحتفلين، لم يكن أحد يعلم أن أحفاد الفراعنة سيتم ذبحهم ايضًا في كوماسي ليلًا. ولم يتوقع أحد أن الحلم سيتم تحنيطه كأجدادنا في المتحف المصري بميدان التحرير، بكل هذه البساطة، بنتيجة طالما سخرنا من بعضنا البعض بسببها كمشجعين للأهلى وزمالك وهي 6 – 1.
يعود بك فريق عمل كورة 11 إلى ما دار في ذهن “كواسي إبياه” مدرب غانا السابق وكيف إستطاع أن يحنط الحلم في أذهان أحفاد الفراعنة.
يحكي المدرب الغاني عن تلك المباراة :”قبل تلك المباراة شاهدت جميع المباريات التي لعبها منتخب مصر وبالتالي تمكنا من الفوز بتلك النتيجة”
يبدو أن الأمريكي السابق “بوب برادلي” لم يكن يشاهد غانا كما شاهدونا هم، من الواضح أنه لم يشاهد سوى هدف مهاجم الأهلي “محمد ناجي جدو” في مرمى غانا بنهائي كأس الأمم الإفريقية قبل 3 سنوات فقط من “نكسة كوماسي”.
في تلك الفترة لم يكن هناك مسابقة دوري مصري ولم يجد “برادلي” أجهز من “محمد أبو تريكة” حيث كان يشارك بإنتظام في مباريات الأهلي الإفريقية ومحمد صلاح المُتألق مع بازل حينذاك. الذين نصبهم الأمريكي كقادة للكتيبة الفرعونية الذي تخللتها العديد من نجوم الأهلي والقليل من الطيور المهاجرة كحسام غالي وأحمد المحمدي ومحمد النني.
يحكي المدرب الغاني في تصريحات صحفية سابقة عن الثنائي المصري الأفضل : “في الحقيقة كانا إثنين هما محمد أبو تريكة ومحمد صلاح، كانا الأفضل واضطررت باللعب بطريقة معينة بجعل مونتاري في العمق كصانع ألعاب متقدم ومايكل إيسيان لعب بجانب كوادو أسامواه وبالتالي وقفنا ضد أبو تريكة كليا”.
ببساطة وجد “إبياه” الخطورة الهجومية للفراعنة تتمثل في الثنائي (صلاح – تريكة) أو بالأحرى تمريرات “تريكة” التي تساعد “صلاح” على الإنطلاق.
حسنًا، سنغلق باب هجوم مصر عن طريق الرقابة اللصيقة على “محمد أبو تريكة والضغط العالي عليه ورقابة محمد صلاح للحد من إنطلاقاته، بمعنى أن إخراج أبو تريكة من حالته التي تجعله يتحكم في أغلب التمريرات الفعالة لمحمد صلاح سيساهم بالتبعية في إلغاء خطورة محمد صلاح.
وأكمل في تلك التصريحات، موضحًا طريقة لعب “صلاح” : “محمد صلاح كان يلعب على الأطراف وبالتالي تلك مهمة ظهيري الجنب وبالتحديد صامويل إنكوم”.
واضاف شرحه عن كيفية فضح المصريين ليلتها : “تريكة وصلاح كانا يخلقان الكثير والكثير من الفرص، نحن كنا نهتم باستغلال الفرص والتسجيل وبالتالي أمام خلقهما للفرص كنا نسجل أهدافا وكانا مشغولان بتلك الفرص أكثر”.
وأكمل “خطتي اعتمدت على الدفاع بشكل أكبر للحد من الخطورة، وفي الهجوم كان هناك جيان أسامواه الذي استغل تلك الفرص وسجل بمساعدة كبيرة من ورقتي الرابحة مونتاري”.
***
نعود إلى البطل الأخر في تلك القصة المريرة – الجهاز الفني المصري –
المنتخب الوطني ليلتها أشرك الثنائي النني وحسام عاشور كثنائي وسط ملعب، ليلتها شاهدنا لاعب واحد ببساطة، لاعب لا يجيد مساندة “محمد أبو تريكة” في الثلث الأخير من الملعب لإن مهارته الفردية تعتبر صفر وهو ليس بقاطع الكرات الجبار أمام عمالقة غانا، وبالطبع لا يجيد التمريرات الطويلة بالدقة التي تسمح لصلاح بأن ينطلق نحو مرمى غانا.
البطء الدفاعي الغير العادي من العجوز حينها “وائل جمعة” والمهزوز “محمد نجيب” الأخير لازال يعاني من اثار “كوماسي” مع الأهلي إلى يومنا هذا.
الظهير “أحمد شديد قناوي” إلى الأن نجد ضمه لتلك المواجهة لغز وسؤال لن نجيب عليه ابدًا مثل الكثير من الأسئلة القدرية.
***
في أخر فصول رواية حرب تكسير العظام بين المنتخب المصري ونظيره الغاني، فاز أحفاد الفراعنة 2 – 0 بإستاد برج العرب في مباراة شديدة العناء، لكن القدر يعطينا فرصة جديدة لتأكيد الافضلية بغض النظر عن “النكسة” السابقة. لنقابلهم بالجابون في مباراة مصيرية لصعود منتخب مصر إلى الأدوار التالية من البطولة التي غاب عنها لفترة طويلة.