صالح جمعة ورحلة اليأس داخل القلعة الحمراء
كرة القدم أصبحت تفقد الكثير من هويتها التاريخية في السنوات الأخيرة، وذلك يرجع إلى العديد من الأسباب، التي أنتجت لنا بعض المظاهر التي لا نحب أن نراها أبدًا في عالم الساحرة المستديرة.
ومن بين تلك الملامح السلبية التي باتت تجعل من كرة القدم آي شيء آخر غير كرة القدم، أننا أصبحنا نرى بأن اللاعب الموهوب في هذه اللعبة لا يأخذ حقه بشكل كبير، حتى أنه أحيانًا قد يجد نفسه حبيسًا لمقاعد البدلاء لمصلحة لاعب آخر يعتبر «جندي المدير الفني»، فقط يستمع لتعليمات المدرب جيدًا، ويدخل الملعب بهدف تنفيذ أكبر عدد ممكن من المهام الموكلة إليه.
وذلك بغض النظر عن رضا اللاعب عن آدائه، أو تقديم آي لمحة فنية من أجل انتزاع آهات الجماهير خلف شاشات التلفاز على الأقل، باعتبار أنه يمارس عملًا من المفترض أنه يحبه، ليس فقط يتخذه كعمل من أجل كسب المال وحسب، حيث أن كرة القدم التي عشقناها لم تكن هكذا أبدًا بكل تأكيد.
الواقع المصري دائمًا ما يظهر الوجه الأسوأ في كل شيء!
لن نذهب بعيدًا، ونستجمع من الذكريات ما يُفيد ويبرهن على صدق وجهة نظرنا، إلا أن الأحداث الأخيرة من المفترض أنها تعبر عن وضع أليم.!
نعم الحديث هنا عن علاقة اللاعب صالح جمعة مع النادي الأهلي بشكل عام..
في البداية جاء الأهلي بصالح إيمانًا منهم بأنه لاعب موهوب ومميز للغاية، ويجب أن يتواجد في القلعة الحمراء من أجل بناء جيل جديد قوي للمارد الأحمر في قادم السنين، إلا أن جمعة فوجئ بأنه لن يكون عنصرًا أساسيًا مع الأهلي منذ البداية.
من ثم دخل اللاعب في حالة سيئة للغاية، جعلته يرتكب تلك الأفعال التي شوهت نظرة الجمهور المصري إليه بشكل عام، نعم فهو في كل أزمة مهما كان موقفه صائبًا أو دون ذلك، فسيتم إلقاء اللوم عليه، وإرجاع التقصير بالكامل له.
ولكن بعد مرور موسمين، أي في موسم 2017-2018، بات صالح جمعة أكثر «حنكة» في التعامل مع المواقف، ومع نفسه أيضًا، فلم يعد يرتكب نفس هفوات الماضي حتى يركز في طريقه الشاق في القلعة الحمراء من أجل تسطير الأمجاد.
البدري يكبت أحلام صالح جمعة لمصلحة نجمه المفضل
وبالفعل ظهر صالح جمعة حينها بشكل مغاير تمامًا للمعلم الذي عهدناه مع الأهلي في البدايات، فأصبح أكثر إلتزامًا داخل وخارج الملعب، وترجم ذلك فوق أرضية الميدان، وكان أفضل لاعبي الأهلي رقميًا ونظريًا بنهاية الموسم ما قبل الماضي رفقة المدير الفني السابق للأهلي والحالي للمنتخب الوطني المصري، حسام البدري، سواء في بطولة الدوري المصري، أو كأس مصر، أو حتى البطولة العربية التي كان يقدم خلالها صالح جمعة فيما أشبه بالـ « one man show ».
وتنبأ الجميع حينها أن الوقت قد حان إلى أن يكون صالح جمعة هو رجل الأهلي الأول، وحامل آمال جماهيره العريضة في كل مكان خلال السنوات المقبلة، ولكن لسبب لا يعلمه إلا الجهاز الفني بالأهلي حينها، بقيادة حسام البدري، عاد صالح جمعة حبيسًا لدكة البدلاء لمصلحة عبد الله السعيد، الذي ضحى بجماهير الأهلي بعد ذلك من أجل راتب أكبر في مكانا آخر.
نعم عبد الله السعيد الذي يخجل الكثيرون على أن يتفوهون بأنه بات بمثابة اللاعب «المنتهي» الذي لم يعد قادرًا على آداء المهام الأساسية والضرورية لمركزه كصانع ألعاب، فهو غير قادر على المرور في موقف «واحد على واحد» أبدًا، كما أن قدرته على التسديد تعتبر «أكذوبة» سواء الكرات الثابتة أو المتحركة، فقط يستمر في التمرير الغير مُجدي في وسط الميدان، وتقديم مستويات هزيلة في مباريات متتالية، من ثم ينتفض في مباراة وسط عشر مباريات، ويقدم مستوى مقبول يحتفظ به بمكانه كأساسي على حساب «الصالح» أو غيره.!
دعونا من السعيد، ونعود للمعلم الذي فعل كل شيء من أجل أن ينال الثقة حينها، ومركزًا أساسيًا بالفريق الأحمر، إلا أنه وجد تهميشًا واضحًا لدوره في المباريات الحاسمة، ووجد آخرون يشاركون بمركزه وهم لا يقدمون نصف ما يستطيع صالح جمعة تقديمه.
كل هذا ومازال صالح جمعة يتم إلقاء اللوم عليه بأنه هو مفتعل الأزمات داخل الفريق، وأنه لاعب غير منضبط.
لماذا لم يحصل صالح جمعة على فرصة مع فايلر في مناخ يصلح للحياة؟
ومع مرور الوقت وتوالي المواسم، وخروج اللاعب إلى إعارة بدلا من الحصول على فرصة جديدة، في وقت كان الأهلي قد أنهى خلاله الدوري إكلينيكيا لصالحه في موسم تاريخي، ربما يكون قد سيطر على صالح جمعة في نهاية المطاف حالة من اليأس في تغيير تلك الصورة التي أصبحت في أذهان الجميع حينما يتواجد اسمه.
فهل مطلوب من آي شخص في آي مجال عمل أن يؤدي ما عليه ويبدع وينتج دومًا، ولكنه يلقى محاباة لأحد الزملاء الآخرون بنفس المكان، في ظل عدم تقديمهم لما يتمكن هو من صنعه دائمًا، أن يصمت ويظل في العطاء والمحاولة، أم سيكون الانفجار والغضب رد فعل منطقي وطبيعي لأي شخص يشعر بأنه يتعرض لظلم واضح، ولا أحد يهتم بشأنه أبدًا.!!
وحاليا في فترة تعتبر ذهبية بالنسبة للمارد الأحمر من حيث الأداء والنتائج لم تحدث منذ سنوات، تحت قيادة الداهية السويسري رينيه فايلر، وفي ظل وجود إصابات وإجهاد لعديد من اللاعبين، يعتبر ثنائي فقط في قائمة القلعة الحمراء لم يحصل على فرصة، من بينهم صالح جمعة، والثاني حسين السيد.
وذلك على الرغم من أن فكرة تجربة صالح جمعة داخل منظومة فايلر الهجومية قد تكون إيجابية للغاية، لاسيما في إجادة محمد مجدي أفشة في مركز “8”، وكبر سن وليد سليمان الذي لم يعد قادرا على العطاء طوال 90 دقيقة.!
اقرأ أيضًا..
المصائب تتوالى.. الزمالك يجهز لخطف 4 لاعبين من الأهلي
تحليل| فايلر بمن حضر.. الأهلي لن يتأثر فنيًا برحيل رمضان صبحي
“اتفاق الهروب”.. صالح جمعة يصدم الأهلي بخدعة جديدة من أجل عيون الزمالك
صحيفة إنجليزية: الأهلي ثالث أفضل فريق في العالم متفوقًا على ريال مدريد وليفربول
الملك يستحق الأفضل.. لغة الأرقام تُنصف صلاح أمام ظلم ماني وأنصاف اللاعبين
من نيمار لحسام عاشور: المال يقتل التاريخ.. ابحث عن تراب الأهلي مجانًا يا صديقي!
تقرير| العالم أجمع يتغنى بتريزيجيه.. كيف أنقذ الثنائي الفرعوني أستون فيلا من الضياع؟
متابعة الحساب الرسمي لموقع “كورة11” على الفيسبوك: اضغط هنا
متابعة الحساب الرسمي لموقع “كورة11” على تويتر: اضغط هنا