كعادة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترات الماضية، تهلل للبعض، وتستمر في انتقاد الآخرون، دون النظر إلى ما يقدمه أي لاعب فعليًا داخل المستطيل الأخضر.
من هنا بدأ كل شيء مع جمهور الفريق الأكثر شعبية في العالم أجمع، رحيل أسطورتهم وهدافهم التاريخي، سبب عديد من المشاكل، ليست فنية فقط، بل جعل الطموح ينخفض بشكل ملحوظ، والإشادات تنهال على المراوغات، بعد أن كانت “ثلاثيات” صاروخ ماديرا تنفجر كل ليلة في قلعة سانتياجو برنابيو.
كبرياء جمهور الفريق الملكي، جعل الكثير من بينهم لا يريد أن يعترف أن رحيل كريستيانو رونالدو، مهاجم يوفنتوس الإيطالي حاليًا، جعلهم يلجأون إلى مساندة طفل صغير آتى من أرض السحرة، من أجل خلافة أسطورة من أباطرة الساحرة المستديرة، أو غلق صفحة التعاقد مع مواطنه نيمار من الـPSG.

نعم الحديث هُنا عن فينيسيوس جونيور، رجل وبطل ريال مدريد الأول هذا الموسم في أعين جماهير فريقه.
فنيًا.. فينيسيوس لا يجيد فعل أي شيء داخل الملعب سوى المراوغة “غير المجدية”، مراوغة من أجل المراوغة فقط وليس من أجل خدمة المنظومة لصناعة أو تسجيل هدف. عادة ما تنتهي مراوغاته في الأساس بسقوطه أو فقدان الكرة قبل أن تخرج ركلة مرمى أو ركلة ركنية.
فينيسيوس أنصاره يرونه أنه فقط يحتاج إلى التطور في بعض الأمور لأنه لا يزال لاعب صغير في السن، آتى من أمريكا اللاتينية للقارة العجوز في سن صغير للغاية. حجة رائعة للهروب من انتقاد نجمهم، لعلهم لا يشاهدون سوى مباريات ناديهم فقط، لم تسمع جماهير مدريد عما يفعله كيليان مبابي ومناطحته لأباطرة كرة القدم خلال الآونة الأخيرة، وبيانتيك مهاجم ميلان، وليروي ساني قطار مان سيتي الذي لا يمكن إيقافه، وغيرهم الكثيرين.
صحيح اللاعبين الصغار يحتاجون لفترة من أجل كسب بعض الخبرات، ولكن كما يقال دومًا “الجواب بيبان من عنوانه”، فينيسيوس في أقصى درجات تألقه أمام برشلونة في إياب نصف نهائي كأس الملك الذي خسر الملكي بثلاثية نظيفة أمام جمهوره، منطقيًا يعتبر من أهم أسباب الهزيمة، لك أن تتخيل عزيزي القاريء أن لاعبي الخصم يتركون لك المساحة من أجل التسديد، ليس تواطؤ منهم، بل بسبب إيمان مدافعي البلوجرانا بأن اللاعب الذي أمامهم لا يجيد التسديد وتسجيل الأهداف من الأساس.
فينسيوس خلال 15 مباراة في الليجا الإسبانية هذا الموسم، سجل هدف وصنع هدفين، وخلال 8 مباريات في كأس الملك سجل هدفين، وفي 3 مباريات بدوري الأبطال لم يسجل وصنع هدفين. أرقام ليست كارثية ولا تقترب من الجيد في شيء، ولكنها لا تشير إلى وجود قنبلة قد تنفجر في وجه الخصوم في وقت ما، بل إنه قد يكون قنبلة ستنفجر في وجه أنصاره ممن يؤيدونه بقوة مؤخرًا.!