“إنما للصبر حدود” هكذا قالت السيدة أم كلثوم في إحدى أغانيها، وهو ما يجب أن تقتنع به إدارة مانشستر يونايتد للتعامل مع الوضع الحالي للفريق، الذي يفقد ملامحه يوما بعد الآخر.
نعود سويا بالزمن قليلا لنصل إلى يوم 28 مارس، حينما قررت إدارة الشياطين الحمر تحويل النرويجي أولي سولشاير من مدرب مؤقت إلى مدرب دائم للفريق، بدون سبب واضح سوى أنه تمكن من القيام بعودة تاريخية على حسب باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء.
لا يتمتع المدرب النرويجي بخبرات كبيرة في مسيرته التدريبية قبل تولي القيادة الفنية للشياطين الحمر، وهو ما يجعل الحكم عليه كمدرب مؤقت للفريق غير موضوعي خاصة مع رغبة لاعبي اليونايتد في إثبات جودتها خاصة مع الدخول في صدام قوي مع المدرب السابق مورينيو، مما دفعهم للمقاتلة على المكسب فتحققت نتائج جيدة نسبيا بفضل المهارات الفردية للاعبين، بعيدا تماما عن المستوى الفني لسولشاير.
سولشاير، عقب تحوله إلى مدرب دائم للشياطين الحمر، خاض 29 مباراة في مختلف البطولات لم يفز خلالهم سوى في 11 مباراة فقط بتعادله في 8 مباريات وخسارة 10 آخرين، وهي إحصائيات كارثية لفريق بحجم مانشستر يونايتد، إضافة إلى احتلاله المركز التاسع في البريمرليج بعد مرور 13 جولة.
فنيا، لم يضع لاعب مانشستر يونايتد السابق بصمة واضحة مع الفريق فلا نستطيع إيجاد أسلوب لعب ثابت للشياطين الحمر تحت قيادة سواء الاعتماد على بناء اللعب المنظم أو الكرات العرضية أو غيرها، الفريق هجوميا يعتمد على إبداع لاعبيه فرديا وخلق الفارق، وعلى المستوى الدفاعي نجد أن الفريق مفكك دفاعيا والوصول إلى مرماه سهل المنال لخصومه.
التعادل المثير أمام شيفلد يونايتد يلخص تخبط سولشاير في قيادة مانشستر يونايتد، فنجد أنه دخل المباراة برسم تكتيكي مكون من ثلاثي في الخط الخلفي ومحاولة الدفاع واللعب على الهجمة المرتدة، ليستقبل الفريق هدفين ولم يشكل أي خطورة على منافسه، وبعدما قرر سولشاير إجراء تغيير أسلوب لعبه إلى 4 مدافعين في الخط الخلفي ومباغتة الخصم بالهجوم تمكن من تسجيل 3 أهداف في عشر دقائق فقط، ليقرر المدرب النرويجي العودة مجددا إلى 3 مدافعين لتهتز شباكه بهدف التعادل.
توضح المتغيرات التي شهدتها مباراة اليونايتد أمام الوافد الجديد أن سولشاير غير ملم بقدرات لاعبيه الفنية وأسلوب اللعب الملائم لهم، بالإضافة إلى فشله في قيادة الفريق أثناء المباراة، والاعتماد عليه كمدير فني للفريق لن يأتي ثماره مهما مر الوقت.
طوق النجاة
هناك فرصة ذهبية متاحة أمام إدارة مانشستر يونايتد بوجود مدربين مميزين متاحين في الفترة الحالية ألا وهما ماوريسيو بوتشيتينو وماسمليانو أليجري، وهو ما يجب على الإدارة الحمراء استغلاله في الوقت الحالي قبل ضياع الفرصة، خاصة مع احتياج العديد من الأندية الكبرى لمدربين في الوقت الحالي.
بوتشيتينو سيكون حل مثالي لقيادة السفينة الحمراء، نظرا لخبرته السابقة في الدوري الإنجليزي مع توتنهام فلن يحتاج إلى وقت للتأقلم مع أجواء البريمرليج، بالإضافة إلى أن المدرب الأرجنتيني قد قاد توتنهام في ظروف مشابهة لما عليه في اليونايتد حاليا، إذ عاش توتنهام أيام صعبة في البريمرليج بنتائج متذبذبة ولم يستطع دخول المراكز الأربع الأولى.
تمكن ماوريسيو بعد ذلك في إعادة بناء الفريق اللندني وجعله أحد أضلاع المربع الذهبي خلال 4 أربع مواسم متتالية قاد الفريق خلالها، بالإضافة إلى بلوغه نهائي دوري أبطال أوروبا في موسمه الماضي، وهو ما يجعله الأنسب لقيادة مانشستر يونايتد وقادر على إعادة بناء الفريق وإعادته إلى سابق عهده.
على الجانب الآخر فإن أليجري يتميز بكونه مدرب يمتلك حصيلة كبيرة من البطولات خلال فتراته الماضية سواء مع ميلان أو يوفنتوس بالإضافة إلى تمتعه بمرونة تكتيكية وخبرات أكثر من سابقة، لكن نقطة سلبية وحيدة ترجع كافة الأرجنتيني وهي أن أليجري لم يخرج من الدوري الإيطالي إطلاقا وهو ما قد يجعله بمثابة المغامرة لاحتمالية عدم قدرته على التأقلم مع طبيعة الدوري الإنجليزي.
يجب على إدارة مانشستر يونايتد التحرك بصورة سريعة لاستغلال تواجد ثنائي تدريبي قادر على إعادة رونق الشياطين الحمر، والاعتراف بتسرعهم في الاعتماد على سولشاير كمدير فني دائم للفريق، فالاعتراف بالخطأ ومحاولة تغيره أفضل من الاستمرار عليه حتى فوات الأوان.