إذا كنت تدير أي مؤسسة رياضية أو غير رياضية فإن من أساسيات الإدارة هو أن توفر الاستقرار داخل المؤسسة التي تقودها، لكي تحقق النتائج المرجوة.
وما يحدث مع الزمالك هذا الموسم ليس بجديد على من يعي جيدًا أن ما شهدته أروقة القلعة البيضاء هذا الموسم ليست أمورًا تؤدي إلى إنجازات سواء على المدى القريب أو البعيد.
الزمالك فقد الفرصة بشكل كبير للتأهل إلى دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، وهو الأمر الذي لا يليق بفريق كبير مثل الزمالك، خاصة وأنه وصيف النسخة السابقة من البطولة، كما توج بلقب الكونفيدرالية، ثم السوبر الإفريقي قبل ما يقرب من العام.
ما يحدث في الزمالك ليس مفاجأة!
ولكن ما يحدث مع الزمالك منذ نهائي دوري أبطال إفريقيا الماضي، يؤدي في النهاية إلى الفشل، فكل ما دار من الممكن تلخيصه تحت بند “انعدام الاستقرار”، فهذا الأمر هو المتسبب في كل مشاكل القلعة البيضاء خلال الشهور الأربعة الأخيرة.
البداية كانت تغيير إدارة الزمالك بسبب قرار وزارة الشباب والرياضة بإيقاف مجلس الإدارة السابق برئاسة مرتضى منصور، وتعيين لجنة جديدة لإدارة النادي، وما ترتب على ذلك من حالة من عدم الاستقرار الإداري، وانخفاض المعنويات لدى اللاعبين.
ونظرًا لكون تلك اللجنة تعد بمثابة لجنة تسيير أعمال فقد كانت خطواتها بطيئة نوعًا ما، وهذا ما أدى في النهاية إلى عدم إبرام صفقات لتدعيم الفريق قبل بداية الموسم الجديد.
ثم شهدت أروقة الزمالك حالة من التذمر، والبحث عن المصالح الشخصية من جانب بعض اللاعبين الذين كانوا يخططون للرحيل خلال تلك الفترة لخوض تجارب خارجية، وكان معظمها بعد تلقي نجوم الفريق عروضًا من أندية خليجية.
وأضف إلى ذلك، مشاكل المستحقات المالية التي ضربت النادي مؤخرًا، ما جعل اللاعبون يذمرون أكثر مما كان بسبب ملفات الرحيل، وهذا بكل تأكيد يؤثر على أداء الفريق داخل الملعب.
فضلًا عن المفاوضات الطويلة التي يشهدها النادي مع بعض من نجوم الفريق، والذي يطالبون بعقود جديدة بمزايا مالية أكثر مما كانوا يتقاضوه خلال الفترة السابقة.
ولكن عدم توافر السيولة المالية تحت تصرف إدارة الزمالك المؤقتة جعل تلك المطالب صعبة التحقيق في الوقت الحالي، ما أدى إلى زيادة التكهنات حول استمرار نجوم الفريق من عدمه.
نقطة أخرى تؤخذ على الإدارة الحالية للزمالك، وهي عدم إبرام صفقات في فترة القيد الشتوى، سوى مهاجمين من أندية منتصف الجدول، ولم يكن مقتنع بهم المدرب السابق باتشيكو، ولم يثبتا قدراتهما حتى الآن مع الزمالك.
ولكن كل ذلك يمكن التغلب عليه، ولكن ما حدث مع البرتغالي باتشيكو، يعد القشة التي قسمت ظهر البعير، فكيف تقيل مدربًا يسير بخطى ثابتة في بطولة الدوري، وغاب عنه التوفيق في مباراتين في دوري أبطال إفريقيا بعدما أضاع اللاعبين العديد من الفرص المحققة في مباراتي مولودية الجزائر وتونجيث السنغالي.
كل ما حدث لا يساوي إلا الفشل، فهذه هي النتيجة الطبيعية لتلك القرارات والأمور التي حدثت خلال تلك الفترة، فإذا كنت لا تقدم إلا الأمور السيئة فلا تنتظر أن تكون البطل في النهاية.