الزمان 2006
المكان : شوارع جمورية مصر العربية.
“أرقص يا حضري .. أرقص يا حضري”.
لم تكن ثقافة التظاهر في الشوارع من أجل شيء غير كرة القدم موجودة في عقول المصريين بقوة، بل أن التظاهرات التي خلت من إحتفالات كرة القدم لم تكن سوى من تنظيم العشرات. حينها كان المصريون يخرجون في الشوارع ليهتفوا بإسم المعجزة التي دائمًا ما تفوقت على الجميع :”أرقص يا حضري”.
الزمان : 2008
المكان : لم يتغير
الحدث : لم يتغير شيء سوى سن الحضري الذي يتغير فقط في البطاقة الشخصية وشهادة الميلاد، والناس يهتفون في الشوارع بإسمه .
الزمان : 2010
المكان : لم يتغير
الحدث : الحضري يقف ليصرخ الناس بإسمه بالرغم من الجرح الدفين في قلوب جماهير الأهلي تجاهه بعد الهروب الشهير لسيون السويسري، يقف أحد مشجعي الأهلي ويبتسم بحسرة، بينما الحضري يبتسم منتصرًا منتصبًا فوق القائم.
ملحوظة : تخللت الأربع أعوام هتافات للحضري أيضًا ولكن بعيدًا عن المنافسات الإفريقية، تذكروا معنا إيطاليا وكأس القارات على سبيل المثال، القاب دوري أبطال إفريقيا مع الأهلي، كل شيء يتغير والحضري في مكانه حتى أعوامه تتغير في الأوراق الرسمية فقط.
يختفي “عصام الحضري” عن الأنظار من بعد عام 2010، يبدو أن الدنيا كانت تظهر له الوجه السيء عبر الإنضام للزمالك في رحلة غير موفقة ورحلة أخرى إلى الجنوب عبر المريخ السوداني ورحلة أخرى في الجونة والإسماعيلي. رحلة طويلة لم تكن موفقة الحياة تحارب الحضري على الإختيار الصعب بترك الأهلي والوقوف ضد ملايين المشجعين والسباحة وحده ضد التيار.
الزمان : نوفمبر 2016
المكان : ستاد برج العرب
الحدث : مصر وغانا في تصفيات مونديال روسيا 2018
الحضري يُجبر الجميع مرة أخرى للهتاف له بعد الإنتصار وحماية مرماه من تسديدات الخصوم، ثم يصعد على العارضة بلقطته الشهيرة، ويحاول جناح الأهلي “مؤمن زكريا” مشاركته في كادر الـ master scene لكن الحضري طاغي كالعادة.
***
الزمان : يناير 2017
المكان : الجابون
الحدث : رحلة غامضة لكتيبة أحفاد الفراعنة في الأدغال الإفريقية لا أحد يعلم متى ستعود الكتيبة التي تولاها العنيد “كوبر”. لكن الجميع يعلم أن هذه المجموعة لن تحرز أكثر من ربع النهائي، هؤلاء كانوا أكثر المتفائلين.
تبدأ البطولة بأنباء حول غضب عصام الحضري من عدم مشاركته كأساسي، يبدأ منتخب مصر مباراة “مالي” الصعبة بحارس مرمى الزمالك “أحمد الشناوي” بعد إصابة “شريف إكرامي” لحظات من الشوط الأول للمباراة ويتعرض “الشناوي” لإصابة، لا بديل عن رجل المعجزات.
أحدهم يتحدث عن الخيانة في علاقة الحضري مع الأهلي، وأخر يتحدث عن عيوب شخصية تصورها لهذا الشخص الرابض أسفل ثلاثة خشبات يدافع عن أحلام ما بعد الأربعين. لكن مع توالي المباريات، هؤلاء الكارهون تعلقوا به من جديد.
حيت يتعلق تطابق أحلام الجمهور مع أحلام الحضري التاريخ يؤكد أنه لن يخذلهم، لإن تلك الآمال المعلقة في قفازات الحضري هي إنصافًا له بعد سنين عجاف ظل يحارب فيها وحيدًا.
الحضري يتخطى بوركينا فاسو للوصول للنهائي ..
إذا صح التعبير فتلك المواجهة يجب أن يطلق عليها “مباراة الحضري” بل أن تلك البطولة كلها عليها أن توقع بإسمه، الحضري هو من أوصل منتخب مصر للنهائي.
يبدو أن وقوف حارس مرمى بوركينا فاسو أمام الحضري ليسدد ضربة الجزاء جعلنا نخشى أن يضيع كل ما فعله الحضري طوال البطولة هباءًا. صاحب الـ 44 عامًا لم يكن يفكر في أي شيء غير أن هذا الحارس الشاب إستفذ كبرياؤه. ليتصدى لضربتي جزاء أو لضربتي من الزمن الذي يطارده دائمًا، الزمن الذي يسرق المجهود لكنه مستحيل أن يسرق الشغف.
مشهد ..
الحضري يجري واللاعبين الشبان يجدوا صعوبة في اللحاق به لإحتضانه .